فاذكروني أذكركم
»
رجب الفرد
يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَـابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّموات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)
فقد أخبرنا سبحانه عن خصوصية تلك الأشهر الأربعة وعظمها عنده سبحانه لأنه هو من عيّن حرمتها وكتبها عنده عظيمة كريمة، فتداول الأنبياء حرمتها وتعارفت على ذلك بنو البشر، فلا قتال فيها ولا أذى. وسرّ عظمتها هو عظم فريضة الحج في ذي الحجة، فكانت أماناً لقاصد البيت الحرام في ترحاله ذاهباً أو عائداً..
... المزيد
|
  
|
فاذكروني أذكركم
»
أنواع الذكر وقوله عليه الصلاة والسلام سبق المفرّدون
يعتقد الكثيرون أنّ ذكر الله سبحانه يعني ذكره باللسان، بل رأيت جمّاً كثيراً من العباد بمجرّد أن تأتي كلمة ذكر الله على مسامعهم إلاّ وقرنوه بذكر اللسان، وهذا اعتقاد غير كامل؛ لأنّ ذكر اللسان هو درجة من درجات الذكر، بل يُعتبر أقل درجة من درجات الذكر.. فإنّ ذكر اللسان يعلوه ذكر القلب وهو الحب ثم ذكر الروح وهو الوله ثم ذكر السرّ ثم ذكر سرّ السرّ ثم ذكر المشاهدة ثم ذكر المنازلة ثم ذكر المجالسة ثمّ يتقلّب الذاكر في حضرات كثيرة إلى أن يشاء الله..
... المزيد
|
  
|
فاذكروني أذكركم
»
صيغة الذكر وطريقته
أما الذكر فاختر ما شئت ما دام قلبك مرتاحاً ومنشرحاً.. فديننا مليء بالصيغ الطيبة والتي تصل الإنسان بربه جل وعلا.. أما طريقة الذكر عموماً فهو بأن تنطق باللسان مخافتاً دون الجهر وتنزل اللفظ على القلب دون أن تهتم بالطريقة أي لا تستشعر أن الكلام ينزل على القلب بل يكفي أن تشعر أن لسانك وقلبك يذكران سوياً.. وكأنك تنظر إلى مولاك أو أنه ينظر إليك.. أما الربط فاربط قلبك بالله هو نعم المولى ونعم النصير، هو من تنقاد إليه النواصي وترتجف من هيبته الجبال وتذل لجلاله الأعناق، ما لك وللخلق وقت أن تذكره..
... المزيد
|
  
|
فاذكروني أذكركم
»
الذكر بالأسماء الحسنى
الحمد لله الذي تجلّى بأسمائه في أفلاكه، وتعرّف إلى خلقه بقدرته التي دهشت ألباب أملاكه.. وصلى الله على النبي الهادي الذي هو بحر علم الأولين والآخرين، وسلم تسليماً كثيراً.. إن الأسماء الحسنى هي توجهات إلهية بأنوار معينة، وتجليات من حضرة الحق يتجلى بها على مخلوقاته، فالاسم (القادر) يثمر تجليات القدرة، والاسم (العزيز) يورث تجليات العزة.. وهكذا.. والأسماء الحسنى تصلح للدعاء أكثر منها للذكر (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
... المزيد
|
  
|
فاذكروني أذكركم
»
معاني التسبيح والتقديس لصاحب الجلالة
التسبيح هو التنزيه مع العلو فمعنى سبحان الله أي تعالى الله عن كل نقص.. والتقديس هو الطهارة مع النور.. ربما يكون المعنيان قريبان من بعضهما ولكن هناك خط رفيع بينهما.. أهل الله يفرقون بين السبوحية بأنها حجب النور التي احتجب بها الحق عن الأكوان، ومنها سبوحيات الوجه، وهي أنوار حارقة لا يستطيع الملائكة حتى الاقتراب منها.. والقداسة هي أعلى درجة حيث أنها تتعلق بالذات العلية.. فالسبوحية حجاب عن القدسية.. فالتقديس أعلى من التسبيح لأن السبوحية أنوار الذات والقدسية تتعلق بالذات العلية نفسها.. وعندما نقول سبحان الله وبحمده.. أي ننزه الله بالثناء عليه ..
... المزيد
|
  
|
فاذكروني أذكركم
»
الأذان
الأذان هو الإذن والإعلام، فهو إعلام بدخول الوقت وإذن بالصلاة.. والأذان هو ارتفاع بذكر الله والشهادة له بالوحدانية والألوهية ولرسوله بالرسالة.. والسر في الأذان أنه إعلام ببدء التجلي الإلهي والعلوي، والإقامة هي قيامك بين يدي الحق المتجلي.. ولمّا كانت الحضرة الربانية يُدخل إليها بشهود الكبرياء، لأن شهود الكبرياء هو الذي يرفع الستور والحجب بينك وبين مولاك، فلا أكبر منه سبحانه، لذا فقد بدأ الأذان بالتكبير كما بدأت الصلاة بالتكبير كذلك.. فتكبير الصلاة يرفع الحجب بينك وبين مولاك وتكبير الأذان يرفع الحجب بين كل من سمع التكبير وبين الله جلّ جلاله..
... المزيد
|