تقوى القلوب
»
لمثل هذا فليعمل العاملون
قال رسول الله حاكياً عن ربه عزّ وجل:
(إذا كان الغالب على العبد الاشتغال بي جعلت بغيته ولذته في ذكري، فإذا جعلت بغيته ولذته في ذكري عشقني وعشقته فإذا عشقني وعشقته رفعت الحجاب فيما بيني وبينه، وصيرت ذلك تغالبا عليه، لا يسهو إذا سها الناس، أولئك كلامهم كلام الأنبياء، أولئك الأبطال حقا، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقوبة أو عذابا، ذكرتهم فصرفت ذلك عنهم)
اسلك أيها العبد طريق التزكية، فإنّ النفس إذا تزكّت انجلت مرآة القلب، وانعكست فيه أنوار العظمة الإلهية، ولاح فيها جمال التوحيد ..
... المزيد
|
  
|
تقوى القلوب
»
حقيقة الإرادة والسلوك والمعرفة
لا يكون المريد مريداً حتى تعلو همّته، وتحترق أساريره للحضور مع ربه، والجلوس بين يديه.. فالإرادة محبة، والسلوك فناء، والمعرفة بقاء..
الإرادة هي أن يريد الإنسان مولاه بالغالي والنفيس، ولا يحيده عن هذه الإرادة شيء أيّاً كان.. فمن حجبته الهموم والعلل والأسقام ومصاعب الدنيا عن الله فليس بصادق في إرادته، بل وليس صادقاً في محبته.. المريد الحقيقي لا يوجد في قلبه من هو أغلى من مولاه؛ ذلك الإله الذي حفظه وأغدق عليه نعمه.
... المزيد
|
  
|
تقوى القلوب
»
حال القبض
حال القبض، وهو من تجلّي الاسم القابض في القلب، وهو عكس الاسم الباسط.. وأحبّ أن أنوّه على أمرٍ هام جداً ذو فائدة لكلّ سالك في هذا الطريق المبارك.. وهو أنّ الأحوال تترادف على القلب، ولا تدوم فيه (كلّ يومٍ هو في شأن).. فيستحيل أن يستمرّ الحال فكما قيل إنّ دوام الحال من المُحال.. فلا عجب أن تكون في بسطٍ ثمّ تصبح في قبض، فإنّ التلوين على السالكين حاكم.. وإنّ التمكين للعارفين سلطان..
... المزيد
|
  
|
تقوى القلوب
»
الشيطان والعداوة الكبرى
الشيطان عداوته الكبرى مع الرب العزيز الجليل، لأنه يعتقد أن الرب قد ظلمه ولم يعطه حقه.. فهو قد عبد الله كثيرا لدرجة أنه كان يلقب بطاووس الملائكة، فكان كثير العجب بنفسه، فلما علم أن الله يريد أن يخلق من الطين مخلوقا جديدا يحمل سر الحق، أصابته الغيرة واشتعلت فيه نار العزة، فكيف للطين أن يكون له الشرف على النار، فلما أمر الله الملائكة وسكان السماء الآخرين الذين كانوا مع الملائكة بالسجود لآدم، أبى الشيطان وتكبر، فكتب ملعونا وانقلب وجهه من نور إلى ظلام وقبح شديدين ..
... المزيد
|
  
|
تقوى القلوب
»
يا ربّ من المشتاقون إليك
إلهي، حبك يأخذ منا كلّ ذرّةٍ فينا، فلا تبقى منّا بقية، سبحانك.. القلب فيك هائم، والروح لا تسكن إلاّ عندك، والدمعة معلّقة تخشى النزول من المُقل فيفتضح الحال، فرفقاً بحال مسكينٍ لا يستطيع البعد عنك، ولا زاد له في هذه الدنيا إلاّ حبك، سبحانك..
معشر المحبين، إنّ الحبّ كأسٌ لا يفيق شاربه، فلا تزهدوا في شراب الحبّ الذي يصبّه لكم في قلوبكم فتهيم به سبحانه..
... المزيد
|
  
|
تقوى القلوب
»
ما غرّك بربك الكريم
إلهي أنت الواحد الموحّد في السموات والأرضين، جلّ شأنك في علاك وتقدّس، وعزّ جنابك بالسرّ الأقدس، هابتك الأملاك والخلائق والجمادات وكلّ شيءٍ بتسبيحك وبحمدك تنفّس.. وأشهد بعلوّك وقدسك ومجدك وارتفاعك وعظمتك وجبروتك وكبريائك.. لا إله إلا أنت وحدك، لا يُؤمن مكرك، ولا يُرتجى غيرك.. ما أجلّ الله وأعظمه في قلوب أصفيائه وأحبابه!! إن وقفوا بين يديه في صلاتهم تراهم خاشعين خاضعين لما عرفوا منه سبحانه، وإن ذكروه فهم الهائمون به، المشتاقون إليه، وكأنّ أفئدتهم ستنخلع من بين أضلعهم..
... المزيد
|
  
|
تقوى القلوب
»
أهلا بحبيب الله في أرضه
أوحى الله سبحانه وتعالى إلى بعض الصدّيقين: (إنّ لي عباداً من عبادي يحبّوني وأحبهم، ويشتاقون إليّ وأشتاق إليهم، ويذكروني وأذكرهم، وينظرون إليّ وأنظر إليهم، فإن حذوتَ طريقهم أحببتك، وإن عدلتَ عنهم مقتك، يُراعون الظلال بالنهار كما يُراعي الراعي الشفيق غنمه، ويحنّون إلى غروب الشمس كما يحنّ الطائر إلى وكره.. فإذا جنّهم الليل واختلط الظلام، وفُرشت الفُرُش، ونُصبت الأسرّة، وخلا كلّ حبيبٍ بحبيبه، نصبوا إليّ أقدامهم، وافترشوا إليّ وجوههم، وناجوني بكلامي، وتملّقوا إليّ بإنعامي..
... المزيد
|