(إنّا أنزلناه في ليلة القدر)
الحمد لله قاهر الأكوان، القائم بفردانيته بالعزّ والسلطان، تجلّى بالنور السرمديّ فسجد له الزمان والمكان، وشهد لنفسه بالوحدانية فلا حجّة لغيره في الوجود ولا برهان، سبحانه أنزل الأمر من حضرة العلم إلى حضرة كُن فكان، ووهبه سرّ البقاء فبسرّه القدسيّ قام وكان، لا يغيب حضوره، ولا تحجب الجوامد نوره، ولا يغلبه قويّ ولا يعجزه ذو شان، جليلٌ ذكره، باهرٌ سرّه، مخيفٌ قهره، عظيمٌ أمره، لا يحصي قدْره إنسٌ ولا جان، أشهد وأُقرّ بأنّه الواحد الأحد الفرد الصمد لا إله إلاّ هو الحنّان المنّان.... المزيد
تسحّروا فإن في السحور بركة
أقول دائماً لأخواني إنّ الأجر لا يقتصر فقط على العبادة بل حتى أنه يشمل استعدادك لهذه العبادة.. ويصبح بذلك تهيّؤك للعبادة هو عبادة بحدّ ذاته.. فانظر إلى الصلاة، فإنّ وضوءك لها عبادة، واستقبالك القبلة فيها هو عبادة، واستحضارك لعظمة من ستقف أمامه عبادة، وهكذا... وكذلك الحج أو العمرة فإنّ غسلك لهما هو عبادة، وإحرامك بهما هو عبادة، وتوجهك للمشاعر عبادة.. وهكذا.. السحور هو العبادة التي تسبق الصوم، وقد استمدّ السحور فضله من فضل الصوم؛ فإنّ الصوم لله وكلّ ما كان لأجل الصوم فهو لله كذلك.... المزيد
الصوم حفظ، ومَنَعَة، ووقاية، وجُنّة
قال رسول الله : (الصيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم).. كلنا يحفظ هذا الحديث، فإن لم يكن أحدنا يحفظه فبالتأكيد أنه سمعه قبل ذلك.. ولن يتكلّم الفقير عن المعاني الظاهرة في هذا الحديث العظيم، والتي يعرفها الجميع ويقرؤونها ويسمعونها في أنّ الصوم هو وقاية من المعاصي في الدنيا ووقاية من النار في الآخرة.. المزيد
رمضان.. شهرٌ خصّه الله تعالى.. وفُتح فيه على رسول الله
اذا خصّ الحقّ سبحانه وتعالى أمراً وجب تعظيمه؛ لأنّ التخصيص من الله سبحانه تعظيم.. والحقّ سبحانه قد خصّ من المجموعات أفراداً، وخصّ من الأشهر شهر رمضان.. فمن خصوصية الحقّ سبحانه لشهر رمضان أن جعله هو الشهر الوحيد الذي ذُكر اسمه في كتاب الله ، وأفرده بالذكر مرة واحدة لمناسبته لوحدانية الحق، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فجعله شهراً مشهوراً، وذكراً مذكوراً.... المزيد
رمضان عطر الأبدان والقلوب والأرواح
رمضان شهر مبارك، تزكو فيه النفوس وتطهر، وهو شهر فرض الله صيامه وسنّ رسول الله قيامه، فكان بذلك زكاة للبدن وطهارة للروح وجمالاً للقلوب بمناجاة المحبوب.. ولمّا كان الصيام زكاة للفم وطهارة للجوف، كانت رائحة فم الصائم أطيب من رائحة المسك، يقول رسول الله : (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).. وعندما تكون عند الله أطيب من ريح المسك فهي عند الأرواح الطيبة لها القبول والجذب، فترى الملائكة الكرام تحفّ بالصائم من طيبه وطيب رائحته.... المزيد