مرحبا بك الزائر الكريم وبامكانك تسجيل الدخول من الاعلى



الصحة والغذاء» النوم وأثره في الصحة

لا بدّ من إعطاء الجسم حظه ونصيبه الوافر من النوم والراحة، وذلك لأنّ الأعضاء بحاجة إلى السكون بعد المجهود الذي تبذله على مدار اليوم، ولهذا فقد سنّ لنا المولى سبحانه السكون في الليل والسعي على المعاش والنشاط في النهار بقوله: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) - أي انتشاراً في طلب المعاش - وقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا، وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا، وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا)، فالجسد البشري يطلب السكون والراحة إذا جنّه الليل بظلامه، ويطلب الحركة والنشاط إذا ما أحاطه النهار بنوره، ألا ترَ أنّه قبل طلوع الشمس يصعب النوم وذلك لأن من طبيعة النهار النشاط والحيوية والسعي وما أشبه، أمّا قبل الغروب فإنك لو كنت في قمة نشاطك فستبدأ أعضاؤك بالسكون رويداً رويداً وذلك لأن من طبيعة الليل السكون والراحة والاستقرار وما أشبه ذلك..

لذا فمن خالف سنة الله فقد أضرّ بصحته بشكل أو بآخر، ولقد رأينا الكثير من الناس ليله نهار ونهاره ليل، وما أكثر ما يصاب بالمرض والملل وغير ذلك لأنّ لكلّ شيء خصائصه التي وضعها الله فيه، وللحق حكمته التي جعلها في خلقه، وله فطرته - أي سنته - التي فطر الناس عليها، فالأولى في المرء أن يتبع سنة الله ولا يتبع هواه لأن الله أعلم بما فيه مصلحة البشر..

ولهذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره السهر إلاّ في السفر أو في ذكر وعلم وعبادة.. فإن كان كذلك فهو ممدوح بشرط أن لا يجهد الجسد فإذا تعارض النعاس مع العبادة كان النوم أفضل من العبادة، لأن الأصل في الأعمال اليسر والسهولة، وليس المشقة والتعب.. ونوم النهار (القيلولة) كذلك مستحب وكان عليه الصلاة والسلام يقيل في النهار، لأنّ الجسم إذا سهر في العبادة احتاج الراحة في النهار لبرهات أو لساعة من الزمان حتى يستريح من جهد السهر، وقد قيل أن النوم قبل الظهيرة يعوض سهر الليلة السابقة، والنوم بعد الظهيرة يعوض سهر الليلة الآتية.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قيلوا فإنّ الشياطين لا تقيل) وقد وردت القيلولة في متع أهل الجنة في قوله تعالى: (أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا) وذلك لأن القيلولة مع أنها قصيرة المدّة ولكنها تريح الجسد كثيراً..

نسأل الله سبحانه العافية والصحة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

لا يوجد اي تعليق على هذا الموضوع
  • صفحة 1 من 1
التعليق:
التعليق على المواضيع خاص للأعضاء المسجلين فقط
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع هدىً للعالمين © 2014
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تعديل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تسجيل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
دخول
أعلى الصفحة