
لسان الورع يدعو إلى ترك الآفات ولسان التعبد يدعو إلى دوام الاجتهاد ، ولسان المحبة يدعو إلى الذوبان والهيمان والمحو ، ولسان التوحيد يدعو إلى الإثبات والصحو ، ومن أعرض عن الأعراض أدباً فهو الحكيم المتأدب فالشخص الورع دائماً يحاول جاهداً أن يتقي الشبهات فكل ما اعتقد فيه أنه سيجلب عليه إثماً تركه.. والعابد دائماً يسارع في المجاهدات والطاعات والعبادات.. والمحب دائماً يفكر في الأحوال والحب ويمحي من قلبه كل الأشياء غير محبوبه.. والموحد يثبت كل شيء بوحدانية الله تعالى.. ومن لم يعترض على أحد منهم فهو حكيم.. فإن الله سبحانه جعل العبادات ألوانا والطاعات ألوانا والمخلوقات ألواناً (اي أنواعاً) فيرى في كل واحد طاعة ما، فيرى في هذا توحيده ويرى في هذا أنسه ويرى في هذا صبره ويرى في هذا ركوعه وسجوده ويرى في هذا تلاوته وهكذا، فكلٌ مع الله، فلا تعترض على هذا وذاك لأن الاعتراض هو اعتراض على الله، لذا فقد جاءت آية (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء) بعد ذكر الألوان يقول تعالى: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً [ألوانها] ومن الجبال جدد [بيض] و[حمر] مختلف [الوانها] وغرابيب [سود]. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف [ألوانه] كذلك، إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء).. صدق الله العظيم..