مرحبا بك الزائر الكريم وبامكانك تسجيل الدخول من الاعلى



العقيدة والتوحيد» لماذا يخفق الكثيرون في الوصول إلى المعرفة (2)

اليقين هو الوصول إلى معرفة الحقيقة التي تنافي الشك والظن والحيرة. فإن أهل المعرفة لمّا ذاقوا القرب من الله سبحانه وشهدوا صفاته شهوداً قلبياً أدى ذلك بهم إلى اليقين به سبحانه فأيقنوا بعظمته وأيقنوا بقدرته وأيقنوا بحكمته وأيقنوا بجلاله وأيقنوا بجماله وأيقنوا برحمته وأيقنوا بحلمه وغير ذلك. وهذا ما يُطلق عليه: حق اليقين. فهم قد علموا فعاينوا في قلوبهم فتحققوا بذلك فصار بالنسبة لهم حقيقة شهدتها قلوبهم وعرفتها أسرارهم.

فالعامة تشترك في علم اليقين فهم يعلمون أنه تعالى خبير عليم حكيم قدير وما إلى ذلك ولكنهم لم يتذوقوا شهود ذلك في قلوبهم إلاّ بقدر يسير، والخاصة من الذين أحبوا الله سبحانه وأرادوه وسلكوا طريقه عاينوا أثر تلك الصفات في أحوالهم وشهدوا ذلك أحياناً، فهم على سبيل المثال إن أصابتهم مصيبة أدركوا أنه الحكيم وأنه المنجي فلاذوا به، وإن أصابتهم النعمة عرفوا أنها منه فشكروه حباً وحياءً، ولكنهم في كل ذلك يقفون مع نفوسهم، فإن الثقة به سبحانه لم تصل إلى درجة الكمال بعد؛ ولذلك يطلق على جلّ أحوالهم: التلوين، أي أنهم مترددون بين قبض وبسط وبين همة وفترة وبين جمال وجلال وبين هو وبين هم. فتلك صفات الخاصة وهم السالكون إليه المريدون له. أمّا أهل معرفته فليسوا بحاجة إلى التجربة فهم موقنون به ويعلمون أن صفاته سبحانه لا منتهى ولا حدّ لها، يقفون مع حكمته في كل شئونهم ويشهدون عظمته وكبرياءه فليس للنفس مع وجوده وجود.

فاليقين به سبحانه يتفاوت في الخلق ومنه تختلف درجة المعرفة به سبحانه، فالعامة معرفتهم نفسية والخاصة معرفتهم قلبية والواصلون معرفتهم ذاتية. حتى أن أهل المعرفة أنفسهم يتفاوتون كذلك في درجة يقينهم به جلّ وعلا من خلال العديد من المراتب بحسب ذوقهم وشهودهم ولكنهم جميعاً أهل رسوخ وتمكين، لا يتأثرون بسراء أو ضراء ولا بقبض أو بسط ولا باختلاف الأحوال والمقامات.

ولهذا فقد وصف المولى سبحانه أهل الرسوخ والتمكين الذين هم أهل اليقين بقوله: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)، فهم يَرجعون إلى ربهم في كل شيء ويُرجِعون إليه كلّ شيء.

فثقتهم بالله عالية، ولا يظنون فيه إلا الخير، ولا يرون فيه إلا ما هو أهل له سبحانه، ولا ينسبون إليه إلا كلّ جميل. فمهما قلّت أعمالهم ومهما شغلتهم التزاماتهم وأمور دنياهم فيقينهم به لا يقلّ ولا يزيغ.

وهذا كلّه لا يأتي إلاً بدوام التقرّب منه سبحانه حباً فيه ورغبة في أنسه وصدقاً في إرادته وحرقة في السلوك إليه. وهنا نصل إلى سبب آخر من أسباب إخفاق البعض في الوصول إلى معرفته سبحانه ألا وهو: عدم الفهم الصحيح للإرادة والسلوك.

 

يتبع بإذن الله تعالى..

الاسم : وفاء مكاوي

التعليق :
سبب آخر من أسباب إخفاق البعض في الوصول إلى معرفته سبحانه ألا وهو: عدم الفهم الصحيح للإرادة والسلوك.

1/11/2017 1:52:38 AM

الاسم : هدىً للعالمين

التعليق :
أشكرك أختي الكريمة على المرور الطيب ونسأل الله أن يبارك بك ولك..

1/11/2017 4:48:20 AM

  • صفحة 1 من 1
التعليق:
التعليق على المواضيع خاص للأعضاء المسجلين فقط
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع هدىً للعالمين © 2014
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تعديل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تسجيل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
دخول
أعلى الصفحة