مرحبا بك الزائر الكريم وبامكانك تسجيل الدخول من الاعلى



المال والأعمال» واقصد في مشيك

القصد هو الاعتدال، ومعنى قوله سبحانه: (واقصد في مشيك) أي عليك بالاعتدال في سائر ممشاك وتوجهك، ولا يتحقق هذا الاعتدال إلاّ بالتوازن الذي ينتج عنه الأفضل.. ومن هنا جاء مصطلح الاقتصاد، فالاقتصاد هو الاعتدال بين الصادر والوارد لتحقيق حياة أفضل للإنسان والمجتمع. فعلى صعيد الدولة، فالدولة ذات الاقتصاد القوي هي التي يزيد دخلها من الموارد التي تملكها على احتياجات الأفراد فيها لتحقق نموّاً متصاعداً في مختلف المجالات.. وأما على صعيد الفرد، فاقتصاد قوي هو ما يحقق التوازن بين الوارد والمنصرف وبالتالي تتوفر لدى الإنسان حياة كريمة.. فما يكون لدى الدولة من احتياطيات الموارد هو ما يجعلها قوية في اقتصادها، وما يدخره الفرد من احتياطي في المدخرات هو ما يجعله قوياً في اقتصاده..

إن ما يواجهه الإنسان في الوقت الراهن وفي سائر الدول من ركود وبطالة وتضخم في الأسعار وغير ذلك هو من جراء ضعف الاقتصاد في بلده، وبالتالي يؤثر ذلك على مستوى المعيشة وجودة الحياة التي ينعم بها الفرد..

إنك لتجد في بعض الدول أن نسبة أولئك الذين هم تحت خط الفقر تتزايد يوماً عن يوم، وهذا يعني ازدياد فرص الجريمة في تلك البلاد، كما يعني أن مستوى الفساد الأخلاقي والفكري سيؤول إلى الانحطاط، حيث سيبدأ الأفراد في البحث عن موارد سهلة للعيش وكسب المادة مهما كلف ذلك.. ولهذا فإنك تجد في العديد من الدول المتقدمة أنهم يحاولون بشتى الوسائل ضمان تقديم الخدمات للجميع كالتعليم والصحة وغير ذلك حتى لا يلجأ الأفراد إلى تداول الجريمة وبالتالي التأثير على استقرار تلك الدول من حيث الأمان وغير ذلك..

لقد جاء ديننا الحنيف بالحلول المجتمعية التي تضمن حياة كريمة لأفرادها، فقد شرع البيع وحرّم الربا وذلك لأن البيع حركة للمال مستفادة بين التاجر والمستهلك، بينما الربا هو إرهاق للمستدين ليربو مال الدائن.. ولهذا لم يكن الربا في أمر إلا عاد بالخسران المبين على أصحابه..

كما شرع الزكاة والصدقة وفيها تتحسن أوضاع الطبقات المحتاجة في المجتمع ويستعينون بذلك على ما أصابهم من فقر ومسكنة وحاجة..

ومن الأمور الهامة التي شرعها الدين الحنيف هي الادخار، وقد شجعنا عليه، لأن الادخار يعين في النوائب ويسعف في الكربات، ويساهم في تحقيق أهداف الإنسان من تأمين المسكن ومصدر العيش الكريم..

كذلك الإنفاق فالأصل فيه الاعتدال ويتبين ذلك جلياً في قوله تعالى على لسان عبده لقمان الحكيم: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)..

إن ما يشهده الوضع الاقتصادي في مختلف البلاد، لهو مؤشر حقيقي على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر لدى الأفراد وأنّ عليهم أن يدخروا ما أمكن لهم ليواجهوا صعوبات العيش، ولا ينسوا دفع زكاة مالهم كما أمرهم ربهم سبحانه وتعالى..

والله يقول الحق وهو الهادي...

لا يوجد اي تعليق على هذا الموضوع
  • صفحة 1 من 1
التعليق:
التعليق على المواضيع خاص للأعضاء المسجلين فقط
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع هدىً للعالمين © 2014
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تعديل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تسجيل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
دخول
أعلى الصفحة