مرحبا بك الزائر الكريم وبامكانك تسجيل الدخول من الاعلى



الإسلام.. قيم وحضارة» الجودة في الإسلام

نقصد بالجودة أنها العمل الصالح أو العمل الجيد، ولا يكون العمل صالحاً حتى يكون متقناً، كما لا يكون صالحاً حتى يكون متوافقاً مع ما يتطلبه هذا العمل من حقوق وقواعد.

لقد دعانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم إلى إتقان العمل فقال: (إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه)، ونهانا عن الغش في العمل. كما أنه قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله طيب لا يقبل إلاّ طيباً).. فالعمل الصالح الطيب الخالي من السوء والغش هو ما يتم قبوله.

إنّ الجودة تقوم على أربعة أركان: النظام الذي يجب اتباعه والعمل به، وتعليم هذا النظام والتدريب على كيفية الممارسة والتطبيق، والتدقيق والرقابة على مدى موافقة العمل لهذا النظام، ثم القياس والمحاسبة.

وهكذا نرى أن هذا المنهج قد أرساه الحق في مملكته، فقد جعل الكتاب السماوي هو النظام الكوني الذي يبلغنا ما يريده الله سبحانه، وقد أرسل الرسل لتعليم هذا الكتاب، وجعل الملائكة الذين ليسوا من جنس البشر مدققين عليهم وهم يرفعون تقاريرهم لله تعالى، فما كان طيباً قبله الله، يقول تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وما كان سيئاً رفضه الله تعالى ولم يقبله، يقول سبحانه: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا).

لقد بلغت عناية الإسلام بالجودة حتى بلغت سمعه وبصره فقال: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)، وقال سبحانه: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) فهم يستقبلون الكل ولكنهم لا يقبلون إلاّ الجيد. وهنا تكمن الرقابة على الجودة؛ فتقبل ما يكون صالحاً ولا تقبل السيء حتى فيما تسمع أو تبصر.

وتكمن أهمية الجودة في أنها تعلّم الإنسان الترقي في مستويات الصلاح ودرجاته، فليس الحُسن درجة واحدة وإنما هو درجات ومراحل. فامرؤ ذو جودة هو امرؤ لا يقبل بالدنيء ويترفع عن الوضيع ويترقى في مستويات الفضيلة والكرامة.

لو نظرت إلى ابن نوح عليه السلام عندما قال عنه المولى جلّ وعلا: (إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غير صالح) فوصفه بعدم الصلاح لأنه لم ينتج عنه إلاّ السوء. ارفع معاييرك وفي كل مرة ابحث عن مستوى أرفع؛ وهذا هو طريق أهل الكمال.

لقد علّمنا ديننا الحنيف أن الصلاة إذا لم تتقن في ركوعها وسجودها وخشوعها فإنها ستطوى وترمى في وجه صاحبها، وكذلك جميع الأعمال يجب أن تراعى لتخلص من الشوائب وتكون مقبولة عند الله سبحانه، وإن المرء ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا..

المؤمن رفيع في فكره، راقٍ في أفعاله، لا يملكه الهوى ولا ترديه الترهات، يحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ويعلم أن من أراد الله سبحانه وجعل ذلك غاية له، لم يرض بأقل من ذلك بدلاً.. فطوبى لأهل الإحسان وطوبى لمن كان على طريقهم..

والله يقول الحق وهو الهادي إلى سواء السبيل..
لا يوجد اي تعليق على هذا الموضوع
  • صفحة 1 من 1
التعليق:
التعليق على المواضيع خاص للأعضاء المسجلين فقط
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع هدىً للعالمين © 2014
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تعديل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تسجيل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
دخول
أعلى الصفحة