مرحبا بك الزائر الكريم وبامكانك تسجيل الدخول من الاعلى



فقه الشريعة والقانون» حكم التصوير والصور واقتناء الالعاب التي على صور البشر

إنّ التصوير الوارد في الأحاديث كقوله : (لعن الله المصورين) يقصد به تمثيلها، أي جعلها كتماثيل مصوّرة.. فقديماً لم يكونوا يعرفون الصور الفوتوغرافية، بل كانوا إمّا يجعلونها بارزة، وإمّا أنهم يجعلونها تماثيل مصنوعة..

وقبل أن نتكلّم عن التحليل والتحريم في هذه المسألة، نودّ أن نوضّح أمراً هامّاً:

فإنّ أهمّ علّتين حُرّم لأجلهما التصوير: مضاهاة خلق الله، وتعظيم أصحاب الصور واعتقاد النفع والضرّ فيهم..

أمّا لعب الأطفال التي على صور البشر فهي مباحة لأنّها تُمتهن من قبل الأطفال وتُهان وقد كانت عائشة رضي الله عنها تلعب باللعب التي على شكل بنات وهي صغيرة أمام رسول الله ولم ينهها عن اللعب بها، فجاز ذلك لعدم النهي، وسكوته عليه الصلاة والسلام دليل الجواز، أمّا تعليق مثل هذه اللعب أو صمدها على سبيل التعظيم والاحترام فلا يجوز.. ومن ذلك كلّ ما أُهين من هذه الصور كالصور التي على البسط والسجاد التي تُداس بالأقدام..

أمّا ما أُبرز وجُسّد من صور على سبيل الزينة أو غير ذلك، فهو حرام للحديث الوارد في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها: أنها اشترت ممزقة فيها تصاوير، فقام النبي في الباب فلم يدخل، فقالت: أتوب إلى الله مما أذنبت، قال: (ما هذه النمرقة؟) قالت: لتجلس عليها وتتوسدها، قال: (إنّ أصحاب هذه الصور يُعذّبون يوم القيامة، يُقال لهم: أحيوا ما خلقتم وإنّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه الصور)

وليعلم إخواننا أنّ الشياطين تجتمع على المجسّمات، وتجلس فيها، وإنّه ليصبح فيها الخبث والرائحة الكريهة التي تنفر منها الأرواح الصالحة، ولذا فإنّ الحجرة التي فيها تلك الصور فإنّ الملائكة تنفر منها، ولا تدخلها.. والله أعلم

أمّا الصور الفوتوغرافية فالأرجح أنه لا باس بها، لأنها انعكاس لصورة حقيقية، لا يوجد بها إبراز أو تجسيم أو تجسيد، فهذا جائز عند أغلب أهل العلم، ومنه الصور المرسومة باليد كذلك، والله تعالى أعلم..

واقتناء صور الصالحين والنظر إليها لا بأس به، فالنظر في وجوه الصالحين عبادة لأنهم يذكّرون الله، أمّا إذا اعتقد بأنّ هذه أصحاب هذه الصور ينفعون أو يضرّون بمجرد تعليق صورهم، فهذا قادحٌ في العقيدة الصحيحة، لما في ذلك من صرف عبادة لا تجوز إلاّ للكبير المتعال..

فقد روى مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّ أم حبيبة و أم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله عيسى بن مريم عليه السلام فقال رسول الله : (إنّ أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوّروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق)، والنهي لما فيه من التعظيم الذي كان يكرهه عليه الصلاة والسلام ويُحذّر منه أمّته..

وختاماً أقول أنّ البُعد عن كلّ مجسّم بشري لازم وواجب، لقوله : (أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله).. أمّا الصور الفوتوغرافية فلا بأس ما دامت لا تُعظّم ولا يرتجى نفعها أو ضرّها..

أقول ما قلت، وأسأل الله أن يوفقنا لما يُحبّ ويرضى، إنه سميع قريب مجيب.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

لا يوجد اي تعليق على هذا الموضوع
  • صفحة 1 من 1
التعليق:
التعليق على المواضيع خاص للأعضاء المسجلين فقط
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع هدىً للعالمين © 2014
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تعديل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تسجيل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
دخول
أعلى الصفحة