مرحبا بك الزائر الكريم وبامكانك تسجيل الدخول من الاعلى



تقوى القلوب» لمثل هذا فليعمل العاملون

قال رسول الله حاكياً عن ربه عزّ وجل:

(إذا كان الغالب على العبد الاشتغال بي جعلت بغيته ولذته في ذكري، فإذا جعلت بغيته ولذته في ذكري عشقني وعشقته فإذا عشقني وعشقته رفعت الحجاب فيما بيني وبينه، وصيرت ذلك تغالبا عليه، لا يسهو إذا سها الناس، أولئك كلامهم كلام الأنبياء، أولئك الأبطال حقا، أولئك الذين إذا أردت بأهل الأرض عقوبة أو عذابا، ذكرتهم فصرفت ذلك عنهم) (***)

اسلك أيها العبد طريق التزكية، فإنّ النفس إذا تزكّت انجلت مرآة القلب، وانعكست فيه أنوار العظمة الإلهية، ولاح فيها جمال التوحيد، وانجذبت أحداق البصيرة إلى مطالعة أنوار جلال القِدَم (*****)، ورؤية الكمال الأزلي، فتشرق حينها لديك أنوار المعرفة القدسيّة، فذلك هو الفوز المبين..

إنني لستُ إلاّ كلامي الذي أبثه فيكم، وبضاعتي هي محبّة الله التي أملأ بها أوانيكم، فإلى متى تزهدون في حبّه؟! وإلى متى تفرّون من قربه ودفء صفوه؟!

إنني لن أفتأ أدعوكم إليه، وإلى دخول حضرته، وإلى حَنْي الرأس خضوعاً له، وإلى ذوبان القلب شوقاً إليه..

يقول حبيبي وقرّة عيني :

(ليأتين يوم القيامة قوم ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله تبارك وتعالى فيقومون على منابرهم من نور قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين يحببون الله تبارك وتعالى إلى الناس ويحببون الناس إلى الله ويمشون لله في الأرض نصحا قلنا: من هم يا رسول الله؟ أيحببون الله إلى الناس فكيف يحببون الناس إلى الله؟ قال: يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر فإذا أطاعوهم أحبهم الله) (***)

املؤوا كؤوسكم بشراب المحبة، وأحرقوا نفوسكم بأنوار المعرفة، وأنيروا ليل دجاكم بمصابيح الهدى، ولا ترضوا بأعتاب البعد والغفلة، وحذارِ أن تسكن لكم روح دون مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر..

فلو أنّ لي في كلّ يومٍ وليلةٍ ... ثمانين بحراً من دموعٍ تدفّقُ

لأفنيتها حتى ابتدأتُ بغيرها ... وهذا قليلٌ للفتى حين يعشقُ

أهيمُ به حتى الممات لشقوتي ... وحولي من الحبّ المبرّح خندقُ

وفوقي سحابٌ تمطر الشوقَ والهوى ... وتحتي عيونٌ للهوى تتدفّقُ

طوبى لمن أحبّ قربه، فهذا يرفعه المولى في عليّين، ويلبسه تيجان الصدّيقين، ويكلؤه بعزته في سرادقات عرشه مع المقرّبين، يفيض عليه سُحُب الكرامة، ويذود به إلى برّ السلامة.. 

لمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..


 (***) حديث ضعيف، وقد تم ذكره من باب فضائل الاعمال

(*****) هي ان لا يكون في قلبك سوى الله جلّ وعلا منفرداً عن السوى ومجرّداً عن الأسماء والصفات، فلا شيء معه في القلب إلا هو سبحانه، وهذا يستدعي أن تغلب عظمته على قلبك فلا يكون سواه.. 

لا يوجد اي تعليق على هذا الموضوع
  • صفحة 1 من 1
التعليق:
التعليق على المواضيع خاص للأعضاء المسجلين فقط
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع هدىً للعالمين © 2014
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تعديل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تسجيل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
دخول
أعلى الصفحة