مرحبا بك الزائر الكريم وبامكانك تسجيل الدخول من الاعلى



المال والأعمال» التفكير الاستراتيجي‏


الاستراتيجية هي الانتقال من موضع إلى موضع على أرض المنافسة، فهي مرتبطة بالوضع التنافسي سواء أكان مباشراً أم غير مباشر، وكلما زادت المنافسة أو زاد تأثيرها كلما كانت الحاجة إلى أفعال استراتيجية أكثر وإلى مستويات استراتيجية أكبر.

مبدأ الاستراتيجية يقوم على الحركة، ويمكننا تعريفها على أساس أنها طريقة التحرّك. فحركتك يجب أن تتم بحسابات معينة لأنه سيتم تقييمها بالقوة أم بالضعف، وهنا يأتي التحليل الاستراتيجي، وهو تقييم الموقف الحالي من حيث نقاط القوة والضعف وما يؤثر عليه داخلياً وخارجياً ومستوى الموارد المتاحة، وبعد ذلك يكون ما يسمى بالتخطيط الاستراتيجي وهو فيما يتعلق بالانتقال إلى موضع مستقبلي فيجب حينها دراسة المؤثرات التي تؤثر على حركاتك وما هي الردود التي سيقوم بها منافسوك نتيجة تلك الحركات الصادرة عنك وما هي المخاطر المتوقعة وكيف يمكن التغلب عليها وما هي الأمور التي ستعزز من الموقف وما هي البدائل التي ستقوم بها كردّة فعل للمنافسة.

إن الله سبحانه وتعالى قد عزز لدينا ذلك المفهوم الهام لدى الأفراد والجماعات وحتى الدول، وكثير من الآيات التي رسخت المفهوم الاستراتيجي في الكتاب العزيز، فقوله سبحانه وتعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) دعا إلى الإعداد الصحيح للمنافسة عن طريق حساب موازين القوى على أرض الحدث، وبالتالي احتساب عوامل الضعف والعمل بما أمكن على تحويل ذلك الضعف الحاصل إلى قوة بالتحسين المستمر.. وهذا الإعداد والتخطيط لا بدّ أن يصحبه استعداد بالموارد حيث لا بدّ أن تكون تلك الموارد في خدمة عناصر القوة على الأرض وأشار إلى ذلك برباط الخيل.. وأتبع ذلك بقوله: (ترهبون به عدو الله وعدوكم) وهنا تحدّث عن الهدف من الحركة والتي تسمى حركة الهجوم؛ لأن الحركات الاستراتيجية إما أن تكون هجوماً أم دفاعاً أم حفاظاً على الموقف الحالي أم تقليلاً من خطر حاصل أم تعزيزاً لموقف قادم أم استدراجاً للخصم وهكذا..

ومن الآيات الأخرى التي تحدث بها الحق عن التقييم الاستراتيجي هي قوله تعالى: (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا) .... (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين)..

ويُلاحَظ في الآيتين السابقتين تعزيز واضح لمفهوم الاستراتيجية، حيث أنه سبحانه قد حسب لهم عنصر القوة والضعف وقيم الوضع الحالي لهم فكانت نسبة القوة مع وجود الصبر عشرة أضعاف، بينما لما ضعف الصبر لديهم أصبحت نسبة القوة ضعفين فقط.

والتفكير الاستراتيجي يجب أن يتحلى به الأفراد في جميع ما يتعلق بأوضاعهم، فعلى سبيل المثال نأخذ سوق العمل مثالاً؛ فإن التطور في سوق العمل يجب أن يصحبه كذلك تطور في الإمكانيات الفردية والخبرات حتى يتم تخفيض المنافسة على الوظائف، وبالتالي زيادة فرص الحصول على العمل أو زيادة فرص زيادة الأجور، وهكذا.. فإن المنشآت عند تقييمها لأولئك المتقدمين للوظائف يفاضلون بين المتقدمين لهم بحسب ما يتميزون به من عناصر قوة في سيرتهم المهنية.

وكذلك في البيع والشراء، فإن المنشآت تتنافس فيما بينها للصدارة في السوق التجاري واستقطاب العدد الأكبر من المستهلكين والعملاء، فتجد البعض مثلاً يتخذ استراتيجيات خاصة لغزو السوق ولانتشار المنتج وبعضهم يزيد اهتمامه بالخدمة والآخر على الجودة والبعض يركز على الانتشار في السوق والآخر يسير بخطىً راسخة بطيئة وهكذا..

حتى على مستوى التخطيط للمستقبل فلا بد للمرء أن يراعي التفكير الاستراتيجي في ذلك؛ لأن الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز المستقبل. فمثلا يخطط لما يحتاج أن يكون عليه بعد سنوات، وما الذي يحتاج إليه من علم وخبرة ومال، وأن يراعي توفر الموارد اللازمة لتحقيق أهدافه، وأن يضع في اعتباره المؤثرات الخارجية كالعوامل السياسية والاقتصادية وما الذي ستؤول إليه الأمور وكيف سيتكيّف مع تلك الظروف والأوضاع..

إن التفكير الاستراتيجي يعطي المرء بعداً أعمق في فهم الأمور والتعامل مع جميع الاحتمالات وتوقع مختلف المخاطر، واحتساب نقاط القوة والعمل على ترسيخها، واحتساب نقاط الضعف والعمل على إزالتها، والأهم أن تجعل لنفسك مزايا تنافسية تعزز الثقة فيما تملك..

لا يوجد اي تعليق على هذا الموضوع
  • صفحة 1 من 1
التعليق:
التعليق على المواضيع خاص للأعضاء المسجلين فقط
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع هدىً للعالمين © 2014
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تعديل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تسجيل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
دخول
أعلى الصفحة