مرحبا بك الزائر الكريم وبامكانك تسجيل الدخول من الاعلى



صناعة البشر والحياة» التربية وصحبة المشايخ

اعلم وفقك الله أنّ التربية هي علم وحكمة، فاستفادتك منها تكون بقدر ما تزداد من علم الشيخ وحكمته، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)، وقال جلّ وعلا مخاطباً سيد العلماء وإمام الحكماء سيدنا وقدوتنا محمد : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (.) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)، فالأساس في الأمر هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، فإن لم تزكو نفسك وتزيد أخلاقك وتسمو قيمك ويصفو قربك وينمو علمك فعندها يتعيّن عليك البحث عن شيخ آخر، فشيخ التربية ليس شرطاً فيه كثرة العبادات والمكاشفات بقدر ما يُشترط فيه العلم والحكمة والأخلاق والرحمة..

فإنّ الأصل من صحبة المشايخ هو الاستفادة منهم والأخذ عنهم، لأنهم هم ورثة الأنبياء، فقد قال رسول الله : (العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُوَرِّثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، وهم أطباء العلل وعلماء الآخرة وقادة السلوك والأخلاق؛ فمن لم يجد دواءه عند طبيب ما -حتى لو كان بارعاً- فليبحث عن غيره فإنّه من سرعة الشفاء أن لا يطول المرض حتى لا يتفاقم ضرّه، فإن وجدت غايتك فالزم وإن لم تجدها فابحث عنها، واجعل أمامك الله في كلّ شيء وقل: (إلهي أنت مطلوبي ورضاك مقصودي)..

ولا تضيّع وقتك في العواطف وابحث عن مرادك واطلب العلم حتى لو بقراءة الكتب وحضور مجالس العلم ومدارسة العلماء وغير ذلك من الوسائل فـ (الحكمة ضالة المؤمن فأينما وجدها فهو أحقّ بها)..

أسأل الله سبحانه لي ولكم التوفيق والهداية، والسداد والرشاد، ولا تنسوني من الدعاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

لا يوجد اي تعليق على هذا الموضوع
  • صفحة 1 من 1
التعليق:
التعليق على المواضيع خاص للأعضاء المسجلين فقط
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع هدىً للعالمين © 2014
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تعديل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
الاسم:
البريد الالكتروني:
تسجيل
رمز المستخدم:
كلمة المرور:
دخول
أعلى الصفحة