يقول الله سبحانه وتعالى: (وليس الذكر كالأنثى)، وربما يعتقد الكثيرون أن هذه الآية تعني الأفضلية للذكر على الأنثى..

ليس الذكر كالأنثى هي من ناحية التركيب الفسيولوجي.. وهذا التركيب الفسيولوجي يؤثر أحياناً على التركيبة النفسية.. فعلى سبيل المثال التغيرات النفسية لدى المرأة في فترات الحيض والنفاس والحمل وخلافه لا يشعر بها الذكر، و في بعض الأحيان يكون عند بعض النساء توجهات سلبية كسرعة الغضب والكراهية لأمور معينة وغير ذلك من الأمور..

والليسية التي في الآية تعني كذلك مجازاً : ليست الأنثى كالذكر.. فالذكر له تركيب مختلف كذلك من حيث العضلات ومن حيث العظام ومن حيث كريات الدم الحمراء والهرمونات وغيرها مما يساعده في التحمل..

وعند الفقير أنه لا أفضلية بين الاثنين إلا بما فضل الله أحدهما على الآخر، فالذكر افضل من الأنثى بما يخصه من أمور والأنثى أفضل من الذكر بما يخصها..

وبالنسبة للناحية الفكرية، فلا اختلاف ولكن ربما كان الرجال يغلب عليهم التفكير المنطقي والنساء يغلب عليهن التفكير العاطفي، وذلك كما قلنا هو لحكمة في تركيبة كلا الجنسين، فالمرأة قد جعلها الله مربية حافظة لبيتها مدبرة لشئون اسرتها فكان لا بدّ من الرحمة والحنان والعاطفة..

والرجل حاكم على زوجته وهو ولي أمرها، وذلك لأن الحكم يحتاج إلى المنطق والبرهان والبينة.. ولا يعني ذلك أن المرأة لا تستشار بل على الزوج استشارتها (عن تشاور منهما) وعليه أن يعطيها صلاحياتها في ما تحتاجه لتدبير شئون المنزل والأسرة، وفق سياسات يضعها رب الأسرة..

ويمكن أن تكون المرأة في بعض الحالات أحكم من الرجل، ويكون الرجل في بعض الحالات أرحم من المرأة.. ولكن القول الفصل هو أن كلا الجنسين يكمل الآخر ويسانده ولا غنى لأحدهما عن الآخر..

أمّا بما يخص التجليات والأحوال فلا اختلاف البتة.. فالحق لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى وهناك الكثير من النساء العارفات والمقربات والصدّيقات.. ربما في رتبة الكمال هن أقل من الرجال ولكن لا يعني ذلك أنهن غير موجودات، بل مقام الصديقية يعطى كذلك للمرأة (وأمه صدّيقة)..

فالليسية هي ليسية عضوية وليست ليسية أفضلية.. ولكن التفاضل دائماً هو تفاضل الحكمة والأخلاق، وليس تفاضل الجنس..

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين